يوجد في مجاري المياه العذبة في البرازيل وفي حوض نهر الأمازون تعيش وحوش مائية غريبة سمى ثعابين الماء الكهربائية وهي مشحونة بكهرباء قوية جدا إذ يكفي أن يلمسها الإنسان مرة
واحدة ليصاب بصدمة كهر بائية لا ينساها طوال حياته . هذا الثعبان طوله يزيد على مترين وأربعة
أخماس جسمه مليئة بأجهزة توليد الكهرباء وتخزينها وتحشر معدته وأعضاؤه الحيوية في القسم
الأمامي من جسمه . وله ثلاثة أزواج من المولدات الكهربائية وكلها مجهزة بألواح تؤدي الوظيفة
نفسها التي تكون للتخزين في السيارة مرصوفة بعضها إلى جانب بعض كل مولد معه من ثلاثين
إلى ستة وثلاثين لوحا لتخزين الكهرباء . ليس في المخلوقات كلها إلا ستة أنواع تولد الطاقة الكهربائية وجميع هذه الأنواع من الأسماك وثعبان الماء الكهربائي يعطي تيارا كهربائيا يصل إلى خمسمائة فولط وكلكم يعلم أن البيوت فيها 110 أو220 فولطا ومع ذلك تسبب صدمة وقد تكون قاتلة ولكن هذا الثعبان يطرح تيارا شدته خمسمائة فولط .
الثعبان الكهربائي يولد أقوى تيار حيث يصل إلى عدة مئات من الفولت ..أما الشيء الغريب فهو أن
هذا الثعبان يتحكم قوة التيار فإذا أراد أن يهدد حيوانا بالابتعاد عنه فانه يرسل إليه تيار ضعيفا من اضعف مولداته الكهربائية –البطارية الضعيفة –وإذا أراد أن يحدد موقع حيوان عدو فانه يرسل إليه تيارا ضعيفا ويرجع التيار منعكسا على الحيوان كفعل الرادار تماما فمن خلال التيار الضعيف يعرف موقع العدو اويحذرالعدو أما إذا أراد قتل العدو فانه يعطيه التيار القوي فهذا الثعبان يتحكم في شدة التيار أن صدمة التيار القوي تكفي لقتل عدو له بحجم إنسان و تكفي لأحداث صدمة ربما تكون مميتة في عد و بحجم الفرس لشدة هذا التيار . ثمة أنواع أخرى من الأسماك التي تولد التيار الكهربائي ؛ بعض هذه الأسماك جسمه مكهرب ؛فإذا امسكه الإنسان أصيب بصدمة كهر بائية ؛فيضطر إلى إطلاقه وبعض هذه الأسماك لها القدرة على إشعال أضواء وإطفائها ؛على جسمها مصابيح تتألق و تنطفىء ؛و بعض هذه الأسماك يبعث ضوء احمر تارة ؛و ازرق تارة أخرى . وبعض الحيتان ؛على جسمها صف متصل من المصابيح كبعض الشاحنات التي نراها في الطرقات ليلا .
وبعض هذه الأسماك يستخدم إطفاء الأضواء احد وسائل الدفاع عن ذاتها ؛فإذا اقترب منها عدو اطفات الأنوار ؛و غابت عن الأنظار . اغرب شيء في هذا الموضوع العلمي أن الإنسان حينما يولد الضوء عن طريق استهلاك الطاقة ؛يستهلك جزء كبير من الطاقة على شكل حرارة لا يحتاجها؛و هذه الحرارة طاقة مهدرة إلا إن الأسماك تصدر هذه الأضواء دون أن يسخن جسمها أبدا .
يقولون: إن في البحار مليون نوع من الأسماك ؛وان في البحار تنوعا في المخلوقات يدهش العقول؛و هذا كله من خلق الله؛وهذا كله مسخر للإنسان.. و هذا الإنسان الذي سخرت له كل هذه المخلوقات في غفلة عن ربه؛قال تعالى: ( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وان من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا ) . فهذه المخلوقات تسبح ربها؛وإما الإنسان الذي سخرت له كل هذه المخلوقات فهو في غفلة عن ربه من جهة ؛ وفي معصية له من جهة أخرى.