كيف تبدأ مذاكرة ومراجعة دروسك أيام الامتحانات؟
أيام قليلة وتبدأ
الامتحانات… ويبقى السؤال الذي يشغل بال الطلاب الآن: من أين أبدأ المذاكرة؟! كيف
أنظم وقتي، وكيف أضمن ألا أنسى ما أذاكره؟! هل ما تَبَقَّى من الوقت سيكفي؟.. وهل
وهل؟.. أسئلة كثيرة سنحاول الإجابة عنها.
في البداية يجب أن تعرف أنه إذا كنت
تشعر بالإجهاد أو التعب أو الملل فهذا نوع من الهروب النفسي نتيجة النظر إلى
المذاكرة باعتبارها عبئًا ثقيلاً وواجبًا كريهًا، بهذه النصيحة يبدأ الدكتور محمد
المفتي عميد كلية التربية جامعة عين شمس إجابته عن أسئلتنا ويكمل: إن السبيل إلى
التخلص من هذا الشعور هو النظر إلى المذاكرة كنوع من القراءة الاستمتاعية التي تضيف
لمعلوماتك وتزيد من ثقافتك ومعرفتك بما يدور حولك، حيث يشير علماء النفس إلى أن
حالة النسيان التي تنتاب الطالب قبل الامتحان ما هي إلا حالة نفسية ناتجة عن الخوف
والرهبة وعدم الاطمئنان، مما يؤدي إلى تشتيت ذهن الطالب ويسلبه التركيز، حيث تتداخل
بعض المعلومات التي يقوم باستذكارها مع ما سبق أن ذاكره، ويحدث هذا أثناء المذاكرة
نفسها، والعلاج في هذه الحالة هو النوم العميق للاسترخاء، وإعطاء فرصة للذهن
لاسترجاع المعلومات، فالسهر واستخدام المنبهات المختلفة يصيب الطالب بالاضطراب
والقلق وعدم الاستقرار النفسي والعقلي، بينما يعيد النوم نشاط المخ للمذاكرة
والتحصيل.
وقبل أن نبدأ الاستذكار عليك التخلص من الهموم والمشاكل الخاصة والبعد
عنها.
جدول المذاكرة
يؤكد علماء التربية أن استغلال الوقت بكفاءة من
العوامل الهامة للتحصيل، والجدول المكتوب يساعد على تنظيم العمل وترتيب المذاكرة،
فتخصيص وقت ومكان محدد من شأنه أن يخلص الطالب من سلوك التأجيل والتسويف، والجدول
يساعد على تكوين استعداد نفسي وعقلي للمذاكرة، ويتعين على كل طالب أن يعلم كيف
يوازن بين الاستذكار والترويح عن النفس.. مع مراعاة ألا يمتد هذا الجدول إلى وقت
متأخر من الليل، ولا ينبغي أن يترتب على هذا الجدول تمسك حرفي بنمط يومي أو أسبوعي،
لكن أن يمثل الجدول خطة منظمة لألوان مختلفة من النشاط تدفعك لأن تبدأ مذاكرتك في
وقت محدد لزمن معلوم بعده تنتقل لنشاط آخر.
الآن كيف تخطط جدولك؟
هنا يلتقط الحديث الدكتور محمود كامل الناقة مدير مركز تطوير التعليم
الجامعي بجامعة عين شمس قائلاً: ابدأ الفترة الأولى من الجدول بعد فترة راحة من
اليوم الدراسي، ويجب ألا تطول فترة استذكار مادة معينة حتى لا يشعرك هذا بالملل على
أن تتوقف للترويح عشر دقائق كل ساعتين مثلاً.
ولا تربط بين الوقت المجدد وكمية
محدودة من المادة لأن ذلك سيضطرك إما إلى التخلص والانتهاء من الكمية المطلوبة بشكل
قد يترتب عليه عدم الاستيعاب الجودة المطلوبة، أو التخلي عن النظام الذي وضعته
لنفسك في الجدول.
وإذا اضطرتك الظروف لمخالفة الجدول والخروج عنه – زيارة ضيف أو
قضاء أمر ما - فلا تقلق وأعد النظر في الجدول بحيث تعيد تخطيط الوقت بشكل يتلاءم مع
هذه الظروف المتغيرة.
وأخيرًا يُفَضَّل أن تبدأ جدول استذكارك اليومي بما درست
من مواد في نفس الموضوع، فتكون المذاكرة بمثابة متابعة دقيقة لما تدرس، وقد يساعدك
ذلك على اكتشاف صعوبات ما تدرس فترجع في اليوم التالي لمدرسك لاستيضاح هذه
الصعوبات.
الآن ابدأ