كما تحدثت صحيفة
"لوس أنجلس تايمز" عن انتعاش السياحة في لبنان وقد افردت صورا جميلة من مناطق مختلفة في لبنان (مناظرَ ساحرةً وفنادق فخمةً ومواقعَ سياحية جاذبة) وتَحقيق يشير الى استقبال لبنان العام الماضي مليوناً و300 ألف سائح، بزيادة 30% عن عام 2007،
الى جريدة
"وول ستريت جورنال" التي اسهبت في مقال عن الكروم اللبنانية حاملاً اسم لبنان عنواناً بارزاً من عناوين السياحة اللبنانية،
الى مجلة الـ
"إكسبرس" الفرنسية التي نشرت مقالاً لِماري كريستين دوپرون بعنوان "خمسة أسباب للذهاب الى بيروت" حيث تشجع الكاتبة المجيء الى بيروت "الجميلة والمجروحة التي تحيا من جديد بعد ثلاثة عقود من المآسي".
تصف الكاتبة المقال بروح اقل ما يقال عنها انها لبنانية وتريد ان تعبرعن عشقها للبنان،فتبدأ بعنوان"عاصمة لبنان تحيا من جديد!
المدينة المتوسطية القديمة يُعاد إعمارها بحيويّة ناشطة.
أقصدوها لتكتشفوا فيها أحياءها الخلاقة الجديدة وفن الحياة المرهف واحتفالاتها الذوّاقة".
فتصف بيروت بمزجها بين الشرق والغرب "الامر الذي يقف وراء شهرتها"، فتشير إلى ساحة الشهداء "قلب بيروت القديمة" و"التي بنيت حجراً حجراً".
يسترعي انتباه الكاتبة الروح الطائفية في الساحات بتجاور الكنيسة الكاثوليكية مع الكنيسة الاورثوذوكسية مع الجامع،لتستطرد بأن السياسة وتبعاتها قد وقفت حائلا في اعتبار لبنان نموذجاً في الاندماج الطائفي.
لم تنسى الكاتبة الشعب اللبناني الذي كان له حيز في المقالة،فتحدثت كريستين عن الشعب المثقف الذي يتكلم الفرنسية والانكليزية حيث"مواطن من اثنين يتحدثون الفرنسية في لبنان"،فبنظرها"لا تجد مدينة شرقيّة (كبيروت) تمنحك الشعور بأنك مسافر وفي بلدك في الوقت عينه".
أما السبب الثاني فهو المطبخ اللبناني الذي يلبي جميع الرغبات من اكل صحي الى مأكولات بحرية الى المازة اللبنانية العلامة الفارقة في المطبخ اللبناني ولم تنسى كريستين ان تصف اجواء الشاعرية التي تخيم على المطاعم اللبنانية.
ومن اسباب الكاتبة ايضا أجواء السهراللبنانية ف"اللبنانيون محترفون والمقاهي تتضاعف والتسلية فيها جنونيّة،
وتصل الكاتبة الى الروح الفني الخلاق لدى المصممين المنتشرة معظم دورهم في وسط مدينة بيروت "المنطقة التي أعادة إعمارها شركة "سوليدير" التابعة للرئيس رفيق الحريري،لتختتم مشوارها اللى بيروت في بعلبك وبيبلوس حيث صور بعلبك الطبيعية الخلاقة،أما القلعة بحد ذاتها "فهي تقطع الانفاس.
الغيوم تتعلّق بأعمدة قلعة جوبيتر الستة".
أما معبد باخوس فهو يُذكّر بضخامته أنّ القلعة هي أعظم هيكل روماني تمّ تشييده على الاطلاق.
على مسافة 40 كيلومتراً باتجاه شمال بيروت تجد بيبلوس "مركز آخر لا يجوز عدم زيارته". حيث تدور فيه بين 4 تموز و13 آب فعاليات مهرجان بيبلوس السنوي.
إلا ان هناك اماكن اخرى عليك بزيارتها وإلا لن تكون قد زرت بيروت،فهل تستطيع ان تفوت زيارة المغارة التي دخلت المنافسة العالمية المخصصة لاختيار سبعة معالم تشكل عجائب الدنيا الطبيعية؟
وكيف لك ان لا تشارك المغننين العالميين لحظات من العمر في المهرجانات الصيفية التي انطلقت في مختلف مناطق لبنان؟
مغارة خرجت من الخيال
قرون من التآكلات المائية والصخرية خرجت بصورة خيالية بتماثيل صخرية ذات أشكال أنيقة وجميلة وغريبة،وردهات وهياكل وقاعات نحتتها الطبيعة من مياه كلسية من مرتفعات لبنان لتشكل مع مرور الزمن عالماً من القباب والمنحوتات والأشكال والتكوينات العجيبة.
هذه هي لؤلؤة لبنان
"مغارة جعيتا" التي تقع في وادي نهر الكلب على بعد نحو 20 كلم الى الشمال من بيروت .
ان ما يزيد من روعة هذه المغارة مغارتين عليا وسفلى تتكون منهما ،لما فيهما من مشاهد كأنها من خارج هذه الطبيعة دون ان ننكر فضل وزارة السياحة بما وفرته من تجهيزات عالية التقنية لإظهار روعتها.
تشارك مغارة جعيتا في لبنان بالمنافسة العالمية المخصصة لاختيار سبعة معالم تشكل عجائب الدنيا الطبيعية التي أطلقتها مؤسسة "نيو اوبن وورلد فاونديشن" السويسرية، على اعتبار أنها معلم طبيعي من إبداع الخالق إذ لم تتدخل يد الإنسان في تكوينها وتعكس روعة وجمال الطبيعة، فهي اكبر مغارة لبنانية مكتشفة وواحدة من اكبر واهم 20 مغارة عالمية.
وكانت المغارة قد فازت في المرحلة الأولى للتصويت في برنامج عجائب الدنيا السبع الطبيعية،
اما المرحلة الثانية للمباراة ستكون عبر تشكيل لجنة دولية من خبراء ومتخصصين تجول على كل المعالم الدولية الفائزة في المرحلة الأولى لاختيار 21 معلما منها على أن يعود لكل دولة معلم واحد بينما المرحلة الثالثة والأخيرة ستكون عبر فتح باب التصويت العالمي مرة أخرى لاختيار عجائب الدنيا السبع الطبيعية على أن تعلن النتائج في شهر تموز من العام 2010.
المهرجانات الصيفية
مغنيين عالميين وفنانين مسرحيين افتتحوا المهرجانات من بعلبك الى بيت الدين ومدينة جبيل ،من اجل إحياء الصيف السياحي اللبناني .
وقد خصص مهرجان بيت الدين ليلة الافتتاح لتحية كوكب الشرق أم كلثوم عبر غناء الفنانة المصرية آمال ماهر،
ومن الحفلات البارزة للمهرجان، أمسية الفرنسي من أصول أرمنية شارل أزنافور الذي ولد في باريس،وسيكون اللبنانيون والسيّاح القادمون لحضور مهرجان بيت الدين على موعد مع المخرج والكاتب السينمائي والموسيقي والمنتج الصربي أمير كوستوريكا الحائز على عدة جوائز من مهرجاني كان وبرلين السينمائيين، في أمسية تمتزج فيها الصورة السينمائية بالموهبة الموسيقية،
بالإضافة الى مشاركة الفنان مارسيل خليفة مع أوركسترا العازفين الفلسطينيين في تحية للراحل محمود درويش،كما تزامن انطلاق مهرجانات بيت الدين الدولية مع بدء مهرجانات صور الدولية بعروض فرقة صينية من ذوي الحاجات الخاصة على مدرجات الملعب الروماني في المدينة الساحلية في جنوب لبنان.
وقدم 45 راقصا وراقصة فقدوا ساقا او يدا او نظرهم او سمعهم عروضا بعنوان "حلمي".
أما مهرجان بعلبك فافتتح العرض بفرقة الرقص بيجار باليه لوزان،التي قدمت أكثر من 100 لوحة راقصة وذلك تخليداً لذكرى بيجار الذي قدّم وفرقته "باليه القرن العشرين"، وسوف تقدم مهرجانات بعلبك مونولوجات وعروضا موسيقية وعزفا منفردا على البيانو وفرقة روك بريطانية ومسرحية لبنانية راقصة لعبد الحليم كركلا.
الى مهرجانات جبيل التي انطلقت في 19 حزيران مع المغنية الكندية لورينا ماكينيت، وذلك على مسرح مستحدث في المياه في ميناء مدينة جبيل.
ويختتم المهرجان بتحية الى الراحل منصور الرحباني في استعادة للمسرحية التي كتبها بعد وفاة شقيقه عاصي "صيف 840".
بيروت "بعيونّا"
اختار الغرب بيروت الوجهة السياحية الاولى في العالم لجمالها الطبيعي الأخاذ،إلا ان هناك امور كثيرة فاتهم ان يعرفوها عن بيروت،لقد فاتهم ان ينظروا اليها بعيوننا،عيون من يعشق بيروت،
تلك
العصية على الاستسلام ،المتمردة على الخنوع،هذه الكتلة من الجبروت المعجونة بالكرامة والعز والعنفوان،هذا الوطن الخيالي،ذو 10452 كلم2،تلك القطعة المعلقة بين الأرض والسماء.
ان اسبابنا لزيارة بيروت لا توصف، بل تعاش، بيروت التي ستتوق للعودة إليها ولو بعد عدة زيارات.
لماذا بيروت؟
-أين في غير بيروت تستطيع ان تسمع اصداء السكينة المنبعثة في آن معا من تكبير المآذن ودق الأجراس مذكرة بالتنوع الحضاري لتآخي الاديان؟
-أين في غير بيروت يستطيع ذوي الحاجات الضيقة ان يتمتعوا بعطلة من العمر تخلد ذكريات لا تنسى؟
فهل سيتذكر السائح شرب القهوة في افخم فندق في لبنان؟
-أين في غير بيروت ،تستطيع عائلة ان تحمل معها كراسيها ونرجيلتها وتقضي نهارا من العمر وان يفترش الشبان قسما من الكورنيش يرقصون الدبكة او يتمرنون على رياضة معينة،دون ان يضايقهم احد؟
-أين في غير بيروت يستطيع ان يفهم عليك اللبناني من اي بلد كنت؟
-اين في غير لبنان تستطيع ان تقطع بلد من شماله الى جنوبه بثلاث ساعات، مقلبا بذلك صفحات في يوم واحد من كتاب التاريخ؟
-من غير بيروت يطلق عليه "قبلة السياح في جميع الفصول"؟
-أين في غير بيروت،تستقبلك الابتسامة منذ اللحظة الأولى لهبوطك أرض الوطن حتى خروجك منه؟
-أين في غير بيروت،تأخذك كل"لقمة" لبنانية الى عالم من الخيال تنسّيك من حولك؟
-أين في غير بيروت تقرأ على وجه كل شخص تاريخ من العنفوان والبطولة والشموخ؟
لماذا بيروت؟لانها البلد الوحيد الذي يشعر فيه السائح انه ليس بغريب،فعلى الرغم من أن شواطئ البحر المتوسط هي واحدة، إلا أن شاطئ ذلك الأبيض في بيروت يحمل ملامح خاصة تضفي عليه جوا اقل ما يقال عنه انه مميز،مميز بمشهد البحر عندما يعانق السماء،بمشهد برواده الذين يسيرون على كورنيشه طوال ساعات اليوم والليل وكـأنهم في سباق مع الحياة والزمن لاقتناص لحظات ،بمشهد الصيادين على الروشة ،حاملين سناراتهم وابصارهم ممتدة الى الافق تحاكي البحر وتناجيه على انغام ام كلثوم الصادح من الراديو،لتأتي السمكة وتقطع صفوتهم وترسم ابتسامة على وجوه لفحتها اشعة الشمس،بمشهد عربات الفول والذرة والكعك،المختلفة بتفنن البائع عن بعضها البعض ،بصوت"فوري فوري، تصوير فوري" الذي يناديك ليأخذ لك صورة لن تبقى في خيالك طويلا إلا اذا خلد لحظتها لك.
هذه هي بيروت في عيوننا،كتلة من المشاعر لن تجدها إلا اذا عشت كل تجربة فيها.