المبتدأ والخبر
المبتدأ: هو الاسم العاري عن العوامل اللفظية غير الزائدة المسند إليه خبر، وهو أحد عمدتي الجملة الاسمية.
حكمه الإعرابي: الرفع لأنه العمدة الأول (المسند إليه) في الجملة الاسمية. والنحويون يقولون رافعه عامل معنويّ هو الابتداء.
أنواعه:
- اسم صريح: محمدٌ كريم، عليٌّ مسافر، الطالبُ مجتهدٌ.
- ضمير: أنا مسافرٌ غدا، هو كريم، هم مجتهدون.
- اسم إشارة: هذا أديب، هؤلاء شعراء.
- اسم موصول: الذي فاز بالجائزة طالبٌ. ما قلتَه صحيحٌ.
- اسم استفهام: من فاز في السباق؟، ما العملُ؟، (مَا غَرّكَ بِريِّك الكريم).
- اسم شرط: منْ جدّ وجد. (مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا).
- مصدر مؤول: (وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ)، (وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)، (أي: صيامُكم خيرٌ لكم).
الابتداء بالنكرة:
الأصل في المبتدأ أن يكون معرفة لا نكرة لأنّه المتحدَّثُ عنه والنكرة مجهولة والحكم على المجهول لا يفيد. ويجوز الابتداء بالنكرة إذا كانت مفيدة، وذلك:
1- إذا كانت عامة: (كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ)، مسلمٌ خير من كافر.
2- إذا سُبقت باستفهام: (أإلهٌ مع الله). أمَالٌ يضيع في مٌحرَّم.
3- إذا سُبقت بِرُبَّ: رُبَّ أخٍ لم تلده أمك.
4- إذا سُبقت بنفي: ما نجاحٌ يحققه التمني، ما نصرٌ يأتي عقب فُرْقة.
5- إذا كان مما له الصدارة، كأسماء الاستفهام نحو: من حضر؟ وأسماء الشرط، نحو: من يعملْ يجِدْ، وما التعجبية: ما اجملَ السماءَ.
6- إذا وُصِفت: ضيفٌ كريم في دارنا، رجلٌ مسلم خيرٌ من مشرك.
7- إذا أُضيفت: صديقُك مجتهدٌ، كتابُ علم خيرٌ من قنطار ذهب.
8- إذا تقدمها خبرها وكان شبه جملة: في الدار ضيفٌ، في الغار ضبعٌ، في المدينة جامعةٌ.
تقديم المبتدأ على الخبر:
الأصل أن يتقدم المبتدأ على الخبر لأنه المتحدَّثُ عنه، ولكن يجوز تأخره لغرض بلاغي، في نحو: في الدار زيدٌ، (آيةٌ لهم الليلُ).
ويجب تقديمه في الحالات التالية:
1- إذا كان مما له الصدارة كأسماء الاستفهام: من حضر، وأسماء الشرط: من يفعل خيرا يجدْه، وما التعجبية: ما أقبحَ الكذبَ.
2- إذا كان مقصورا على الخبر: ما جرير إلاّ شاعر، إنما الغنى امتحانٌ.
3- إذا كان خبره جملة فعلية: المجتهد ينجح، الصادقُ ينجو.
4- إذا كان هو وخبره معرفتين متساويتين في التعريف ولا قرينة: أخي صديقي، غناك قناعتك.
حذف المبتدأ:
يُحذَف المبتدأ إن دل عليه دليل، ويكون الحذف:
جائزا إذا كان في جواب عن سؤال: أين علي؟ مسافرٌ (عليٌَ مسافرٌ).
وواجبا:
أ- إذا كان خبر المبتدأ مصدرا نائبا عن فعله: صبرٌ جميلٌ [صبري صبرٌ جميلٌ].
ب- إذا كان مبتدأ للاسم المرفوع بعد لاسيّما: أُحِبُّ الفاكهةَ لا سيّما العِنبُ (لا: نافية للجنس، سِيَّ: اسمها، وخبرها الجملة الاسمية: هو العنب، هو: مبتدؤها، والعِنبُ: خبرها).
ج- إذا كان خبره مخصوص نعم أو بئس، نحو: نعم الرجل زيد (نعم الرحل [هو] زيد).
الخبر: هو الجزء المتمم للفائدة مع الخبر في الجملة الاسمية. (هو الكلام أو الحديث أو الحكم المسند إلى المبتدأ).
حكمه الإعرابي: الرفع لأنه العمدة الثاني في الجملة الاسمية (المسنَد). والنحويون يقولون رافعه هو المبتدأ.
أنواع الخبر: ثلاثة:
1- المفرد: ويقصد به غير الجملة أو شبهها، نحو: عليٌّ أديبُ، الطالبان مجتهدان، الصدقُ نجاةٌ، هو صادقٌ، هذا كريمٌ.
2- الجملة: وهي نوعان:
الجملة الاسمية: محمدٌ خلُقُه كريمٌ، المزرعةُ أرضُها خصبةٌ. (محمد: مبتدأ أول، خلقه: مبتدأ ثانٍ، كريم: خبر المبتدأ الثاني، والجملة الاسمية المؤلفة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول).
الجملة الفعلية: الطالب يحبُّ العلم، الفلاح يُصْلِح أرضه. المسافرون عادوا إلى بلدهم. (الطالب: مبتدأ، يحب فعل مضارع وفاعله مستتر جوازا تقديره هو، والجملة الفعلية في محل رفع خبر للطالب).
3- شبه الجملة:
- الجار والمجرور: خالدٌ في الدارِ، الزادُ على الراحلةِ. البستان بقرب النهرِ.
- الظرف: البيت فوقَ الجبلِ، الفلاحُ تحت الشجرة، القائدُ أمامَ الجيشِ.
روابط الجملة الخبرية:
لابد للجملة الخبرية من رابط يربطها بالمبتدأ، وهذا الرابط قد يكون:
1- ضميرا بارزا: الشجرةُ ثمارُها ناضجةٌ، أو مستترا: الفلاح يحرث الأرض، أو مقدرا: القماشُ المترُ بخمسين ريالا. (التقدير: القماشُ المترُ منه بخمسين ريالا).
2- اسم إشارة يشير إلى المبتدأ الأول: الصدقُ ذلك نجاة، العلمُ ذلك قوةٌ. (الصدق: مبتدأ أول، ذلك: مبتدأ ثانٍ، نجاة: خبر المبتدأ الثاني).
3- إعادة المبتدأ بلفظه: (الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ)، (الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ